الأحد 19 ربيع الآخر 1447 هـ || الموافق 12 أكتوبر 2025 م


قائمة الأقسام   ||    مواعظ من القلب    ||    عدد المشاهدات: 108

إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم

ضمن سلسلة مواعظ من القلب (53)
بقلم الدكتور صادق بن محمد البيضاني


الإحسان في العبادة: لب الدين وروحه، وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

هذه الوصية العظيمة قالها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل المشهور الذي أخرجه الإمام مسلم.

الإحسان في الصلاة أن تقف بين يدي الله خاشعا حاضر القلب لا ساهيا ولا غافلا، قال الله تعالى: (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون)، فالصلاة بلا خشوع صورة بلا روح.

والإحسان في الصيام أن تصوم جوارحك كما يصوم بطنك، فتمسك لسانك عن الكذب والغيبة، وعينك عن النظر الحرام، وأذنك عن سماع المنكر.

قال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).

والإحسان في الزكاة أن تخرجها طيبة بها نفسك لا منة فيها ولا أذى، قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى).

والإحسان في الحج أن تؤدي المناسك مخلصا لله متبعا لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: (وأتموا الحج والعمرة لله).

بل كل عبادة لا يزينها الإحسان تصير عادة ثقيلة بلا أثر، أما إذا عمرها القلب بالإخلاص واليقين والرجاء والخشية تحولت إلى نور يضيء القلب ويزكي النفس.

قال الله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا).

فالإحسان في العبادة أن تجمع بين الإخلاص لله ومتابعة رسول الله، والخشوع في القلب، فإذا حققت ذلك كنت من أهل القرب الذين قال الله فيهم: (إن رحمة الله قريب من المحسنين).

يا من تبحث عن لذة القرب من الله، أعلم أن الطريق هو الإحسان، وأن السعادة الحقيقية ليست في مال ولا جاه، وإنما في دمعة تسكبها بين يدي مولاك، وفي ركعة تناجيه بها في سكون الليل، وفي عمل صالح خفي لا يطلع عليه أحد سواه.




اقرأ أيضا



للتواصل معنا

فايس واتساب تويتر تلغرام