سبع جلسات تفاهم مع منكر السنة (4)
بقلم الدكتور صادق بن محمد البيضاني
الجلسة الرابعة: ما الذي يجعلك واثقا أن القرآن والسنة وحي محفوظ؟
إذا كنت تؤمن بالقرآن، وتستشهد به، وتجعله حجتك الأولى، فأخبرني: من الذي نقله إليك؟
من الذي حفظه، ودوّنه، وبين أسباب نزوله، وسياق آياته، وضبط قراءاته، وحروفه، وأحكامه؟
أليسوا هم الصحابة، والتابعون، والرواة، والمحدثون، والقراء، والفقهاء الذين أنكرت ثقتك برواياتهم حين جاءوا بالسنة؟
كيف تثق بهم حين قالوا: هذا هو القرآن، ثم تكذبهم حين قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا"؟
كيف تثق بنقلهم للكتاب، وتطعن في نقلهم للبيان النبوي الذي جاء مع الكتاب؟
أليس هذا تناقضا في المنهج؟، أم أن ثقتك بالنقل تقوم على الهوى، لا على معيار علميّ ثابت؟
إن الذي يسقط الثقة في نقل السنة، قد أسقط – من حيث لا يدري – الثقة في نقل القرآن نفسه؛ فكلاهما نقل بالسلسلة نفسها، وبالآليات نفسها، ومن نفس الرجال.
بل إن طعننا في عدالة الرواة والمحدّثين، هو طعن في الوسيط الذي أوصل إلينا الدين كله.
فإما أن نرد الكل، وهذا هدم للإسلام، أو أن نقبل النقل الموثوق منهجا، وهو ما عليه أهل العلم والإنصاف.
فاختر لنفسك: دينا محفوظا بنقل موثوق، أم دينا منتقى على المزاج، مبنيّا على الشك والتشكيك؟
نكمل غدا بإذن مع حلقة جديدة.