حكم القصر في أبيار علي للمسافر من المدينة
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني
س 483: خلال سفرنا قبيل المغرب ببرهة قصيرة لأداء العمرة متوجهين من المدينة المنورة إلى أم القرى مكة المكرمة توقفنا في منطقة أبيار علي (الميقات) وهناك صلينا فرض المغرب ثم اقترح البعض علينا أن نصلي فرض العشاء قصرًا "ركعتين"، ولم أكن مقتنعاً بذلك حيث أنني أعتقد أن أبيار علي جزء من المدينة المنورة ومن ثم فإن قصر الصلاة فيها لا يجوز ولكنني صليت معهم صلاة العشاء قصرًا.
السؤال هل هذا صحيح أم خطأ، وهل يجوز قصر الصلاة عند أبيار علي للمتجه إلى أم القرى "مكة المكرمة"؟
ج 483: ما دام وقد نويتم السفر وخرجتم من المدينة ووصلتم أبيار علي فلا شك أنكم قد غبتم تماماً عن المدينة وهنا لكم القصر وهو رخصة تصدق الله بها على العباد لما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن يعلى بن أمية قال قلت لعمر بن الخطاب: "لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ(1) أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ"(2) فقد أمن الناس.
فقال عمر: عجبت مما عجبت منه فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
فقال: "صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته"(3).
فمتى خرج الإنسان من بلده بقصد السفر جاز له القصر بشرط أن يبتعد عن بلده بحيث لا يرى العمران.
فما فعلتمونه صحيح وموافق لسنة النبي عليه الصلاة والسلام وبالله التوفيق.
ـــــــــــــــــــــ
([1]) إثم.
([2]) سورة النساء، الآية (101).
([3]) أخرجه مسلم في صحيحه [كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة المسافرين وقصرها (1/478 رقم 686)] من حديث يعلى بن أمية.